من هي "السيدة حاملة المصباح" مؤسسة التمريض الحديث؟

Florence Nightingale La Dame à la lampe



"السيدة حاملة المصباح" مؤسسة التمريض الحديث

يقال أنها كانت تتجول بين الجنود المصابين لتتفقدهم  ليلا و هي تحمل مصباحا فاشتهرت باسم السيدة حاملة المصباح، إنها "فلورنس نايتينغيل_Florence Nightingale" الممرضة البريطانية و مؤسسة التمريض الحديث.

-نبذة عن حياة فلورنس نايتينغيل:

ولدت فلورنس نايتينغيل في مدينة فلورنسا الإيطالية بتاريخ 12 ماي 1820 في أثتاء سفر والديها الإنجليزيين، وقد سميت نسبة إلى مدينة فلورنس الإيطالية التي ولدت بها.

تنحدر فلورنس من عائلة غنية تدعم فكرة المرأة المتعلمة، تلقت تعليمها في المنزل على يد والديها، و قد كان يُنتظر من فلورنس الزواج في سن مبكرة و تكوين أسرة، إلا أن تفكير هذه الأخيرة كان مختلفا تماما، فخلال فترة المراهقة آمنت فلورنس بفكرة مفادها أنها خلقت لتساعد المرضى و الفقراء، فما كان منها إلا أن تتوجه إلى مهنة التمريض، هذه المهنة التي كان ينظر إليها في ذلك الوقت على أنها مهنة غير محترمة، لهذا قوبلت رغبتها بالرفض في البداية من قبل والديها لكن فلورنس أصرت على رغبتها، فتم السماح لها بمزاولة هذه المهنة في الأخير.

غادرت فلورنس إلى ألمانيا سنة 1851 لتعلم ابجديات التمريض.

عرف عن فلورنس اهتمامها ببرامج تعليم التمريض و أخلاقياته، وفي الجانب العملي كانت تولي أهمية بالغة للنظافة و التطهير، فكانت أول من وضع قواعد التمريض الحديث و أسس تعليمه.

فلورنس نايتينغيل و حرب القرم:

فلورنس ممرضة في حرب القرم

فلورنس نايتينغيل تقدم الرعاية الصحية للجنود البريطانيين خلال حرب القرم

أثناء حرب القرم التي اندلعت سنة 1953 بين الإمبراطورية الروسية و الدولة العثمانية و التي شاركت فيها كل من إيطاليا،فرنسا و بريطانيا كحلفاء مع الدولة العثمانية، عانى الجنود البريطانيون المرضى و المصابون من وضع صحي سيء للغاية، نقص في الإمدادات الطبية و ظروف علاج سيئة تفتقر لأدنى شروط النظافة و الصحة جعل الصحف تكتب عن الوضع و الحالة السيئة التى أصبحت عليها الصحة في الجيش البريطاني، لتصبح بذلك القضية قضية رأي عام، وسط هذه الفوضى تم استدعاء فلورنس نايتيتغيل من قبل وزارة الحرب لتكليفها بمهمة تقديم رعاية صحية أفضل للجنود فوافقت فلورنس على هذه المهمة التاريخية.

في الرابع من نوفمبر عام 1854 و صلت فلورنس إلى المعسكر البريطاني رفقة فريق من الممرضات يعملن تحت قيادتها، لم تتلقى فلورنس و الممرضات اللواتي كن معها الترحيب من قبل الأطباء هناك، لكن مع تدهور الأوضاع و تزايد عدد المرضى و المصابين كان الأطباء في حاجة إلى مساعدتهن، الوضع الصحي الذي كان عليه الجنود صدم نايتينغيل و زميلاتها فهو بالفعل كان وضعا مروعا، مصادر المياه ملوثة، الجنود المرضى و الجرحى مطروحون أرضا في الممرات بأجسادهم المتسخة و ثيابهم الملوثة، إضافة إلى انتشار الحشرات و الفئران و الروائح الكريهة، كل هذا جعل فريق فلورنس يعمل لمدة 20 ساعة يوميا لتحسين الوضع حيث باشرت عملية تنظيف للغرف و الممرات و عينت طاقما لإعداد وجبات جيدة للمرضى و عملت على تقديم الرعاية الصحية و الاهتمام بالنظافة.

نجحت فلورنس نايتينغيل في خفض عدد الوفيات من نسبة 40% إلى نسبة 2% بعد التغييرات و الإصلاحات الجذرية التي قامت بها هي و طاقمها.

و خلال هذه الحرب عرف عنها أنها كانت تتجول بين الجنود الجرحى ليلا و هي تحمل مصباحا لتتفقدهم فتم تلقيبها ب" السيدة الحاملة للمصباح".

عودة نايتينغيل إلى بريطانيا و مساهماتها:

بعد عودة فلورنس إلى بريطانيا عملت على تحسين ظروف المستشفيات، و ساهمت في تشكيل اللجنة الملكية لتحسين صحة الجيش البريطاني، و في سنة 1858 انتخبت كعضو في الجمعية الإحصائية الملكية لتكون بذلك أول امرأة تتقلد هذا المنصب.
قامت بإنشاء مدرسة نايتينغيل للممرضات من من صندوق فلورنس للتبرعات الخاصة المخصص لدعم تعليم التمريض.
قامت فلورنس بتأليف عدد كبير من الكتب القيمة في مجال الرعاية الصحية. 

وفاتها:

غادرت فلورنس الحياة عن عمر يناهز التسعين سنة و ذلك بتاريخ 13 من شهر أوت 1910 لتفقد بذلك بريطانيا و العالم ككل أحد أهم الشخصيات في تاريخ مجال الرعاية الصحية.

تكريمها:

-شيد لها تمثال بقصر ووترلو في لندن كتكريم لها على انجازاتها و مساهماتها.

-منذ عام 1965 يتم الاحتفال بيوم الممرضات العالمي في عيد ميلادها (أصبح يسمى يوم التمريض فيما بعد).

-في شهر ماي من عام 2010، أعيد افتتاح متحف فلورنس نايتنجيل في مستشفى سانت توماس في لندن لتكريم الذكرى المئوية لوفاتها.

-أنشأت اللجنة الدولية للصليب الأحمر وسام  فلورنس نايتنجيل، الذي يُمنح للممرضات الممتازات كل عامين.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-